مصطفى عبد العظيم (دبي)

تستهدف إمارة الفجيرة رفع الطاقة الاستيعابية للقطاع الفندقي بالإمارة إلى أكثر من 5 آلاف غرفة لتلبية الطلب المتوقع للسياح القادمين للإمارة من الأسواق الخارجية والداخلية خلال الفترة المقبلة وخاصة مع استضافة الدولة لإكسبو 2020 دبي العام المقبل، بحسب سعيد عبد الله السماحي، مدير عام هيئة الفجيرة للسياحة والآثار.
وأكد السماحي أن القطاع السياحي في إمارة الفجيرة تمكن من المحافظة على تسجيل معدلات نمو صحي خلال العام الماضي، رغم التحديات التي واجهتها صناعة السياحة العالمية والإقليمية وتباطؤ حركة السفر من الأسواق الرئيسة، حيث استقبلت فنادق الإمارة أكثر من 800 ألف نزيل فندقي، منوهاً بالمساهمة الكبيرة للسياحة الداخلية في رفد الحركة السياحية بالإمارة بنسبة تتراوح بين 35 إلى 40% من إجمالي الزوار.
وتوقع مدير عام هيئة الفجيرة للسياحة والآثار في تصريحات لـ«الاتحاد» خلال مشاركته في سوق السفر العربي بدبي، أن تحافظ الإمارة على معدل نمو متوازن خلال العام الجاري بفضل البرامج والمبادرات السياحية التي أطلقتها الإمارة وكذلك للتسهيلات الكبيرة التي منحتها الدولة للسياح القادمين من الأسواق الرئيسة، فضلاً عن التنوع الكبير الذي تزخر به الإمارة وجهة سياحية جاذبة للسوقين المحلي والدولي.
وأوضح السماحي أن مؤشرات الأداء في الربع الأول من العام الجاري أظهرت نمواً ملحوظاً في أعداد نزلاء الفنادق تراوحت بين 7 و9%، متوقعاً أن يتواصل الأداء الإيجابي للقطاع السياحي خلال العام الجاري، قبل أن يرتفع بشكل أكبر في العام المقبل مع استفادة الإمارة من زخم التدفقات السياحية المتوقعة للدولة خلال استضافة إكسبو 2020 دبي، حيث يتوقع أن تستقطب إمارة الفجيرة حصة كبيرة من السياح للتعرف على المقومات السياحية المتنوعة التي تزخر بها الإمارة، فضلاً عن المبادرات والخطط الترويجية والتسويقية التي تقوم بها الهيئة بالتعاون مع الشركاء من القطاع الفندقي والسياحي بالإمارة والمشاركات المستمرة في المعارض السياحية الرئيسة، مشيراً إلى العمل مع الشركاء في القطاع الفندقي على جذب رحلات طيران تشارتر إلى مطار الفجيرة من أسواق جديدة كالصين ورابطة الدول المستقلة.
وأكد السماحي أن هيئة الفجيرة للسياحة والآثار تسعى إلى دفع عجلة التطور في القطاع السياحي بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، ومتابعة سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي ولي عهد الفجيرة، وتسخير كافة التسهيلات للقطاع السياحي والفندقي وتوفير بيئة مناسبة للمستثمرين وجذب السياح من مختلف الأسواق والشرائح.
وأوضح السماحي أن الطاقة الاستيعابية للقطاع الفندقي في الفجيرة تبلغ حالياً 4500 غرفة فندقية في 32 منشأة فندقية تشمل علامات فندقية عالمية لفنادق من 5 و4 نجوم، وكذلك العديد من مباني الشقق الفندقية، متوقعاً أن يرتفع الإجمالي إلى أكثر من 5 آلاف غرفة، وأن يصل إجمالي المنشآت الفندقية إلى 36 منشأة.
وأضاف أن العام الجاري سيشهد افتتاح عدد من الفنادق الجديدة في الإمارة منها فندق بلو دايموند منتجع السلام بالقرب من نادي الفجيرة للرياضات البحرية، والذي يضم 379 غرفة ومشاريع أخرى في منطقة الفقيت الترفيهية سيتم افتتاحها خلال الفترة المقبلة، مشيراً إلى أن استمرار التوسع في الاستثمارات الفندقية في الإمارة يعكس المكانة الكبيرة التي تتمتع بها الفجيرة وجهة سياحية واستثمارية جاذبة.
ولفت السماحي إلى التنوع الكبير في المنتج السياحي بالفجيرة، حيث تقدم الإمارة خيارات متعددة للسياح، بدءاً بالسياحة الشاطئية، وما تتضمنه من سياحة الرياضات البحرية والغوص، وسياحة المغامرات بفضل المساهمة الكبيرة لمركز الفجيرة للمغامرات، فضلاً عن السياحة التراثية والبيئية لما تزخر به الإمارة من تاريخ تعكسه القلاع والحصون العديدة المنتشرة في أنحاء متعددة بالإمارة، وصولاً إلى سياحة المؤتمرات والحوافز التي بدأت تنمو بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة مع بروز الإمارة وجهة استثمارية عالمية جاذبة لشركات النفط والغاز والاستثمارات الصناعية في المجالات المختلفة.
وأضاف السماحي أن الإمارة تعكف كذلك على تعزيز حضورها في مجال السياحة البحرية من خلال التعاون مع ميناء الفجيرة وموانئ أبوظبي، للإعداد لاستقبال السفن السياحية الكبيرة واستضافة السياح من مختلف دول العالم، لافتاً إلى قيام الهيئة إضافة لغات جديدة للمعلومات السياحية، مثل الإسبانية والصينية والإيطالية لتلبية الطلب الملحوظ من هذه الأسواق.
إكسبو 2020 وأكد السماحي الدور البارز في جانب الآثار من خلال ترميم الحصون والقلاع والحفاظ على المواقع الأثرية وإجراء الدراسات عليها، إضافة إلى أعمال التنقيب التي تعمل عليها البعثات خلال العام الماضي ولا زالت مستمرة في مختلف المواقع الأثرية في الإمارة وتشكل هذه البرامج نقطة قوة للحفاظ على الآثار وإبرازها للزوار الإمارة وللأجيال القادمة، حيث استضافت الهيئة عدداً كبيراً من الوفود وأطلعتهم على تاريخ الإمارة العريق والغني بالمباني والقطع الأثرية التي ترجع إلى عصور ما قبل الميلاد.
وأشار إلى أنه سيتم خلال نهاية هذا العام الانتهاء من ترميم موقع قلعة حبحب، والتي تعتبر شاهدا على تاريخ المنطقة ومقصداً سياحياً، حيث سيتم إقامة قرية تراثية فيها لإحياء الطابع التراثي في المنطقة التاريخية، بالإضافة إلى العمل على خطط تطوير متحف الفجيرة، مؤكداً استعداد جميع هذه المواقع لاستقبال زوار الدولة خلال إكسبو 2020 دبي، حيث تم تزويدها بمرشدين وكتيبات تعريفيه بلغات متعددة.

أداء يفوق التوقعات
قال باتريك انطاكي، مدير عام فندق لوميرديان العقة، إن معدلات الإشغال الفندقي في الفجيرة تتفوق على معدلات الإشغال في الأسواق الأوروبية، حيث يبلغ متوسط الإشغال بفنادق الإمارة نحو 80% مقارنة بنسبة تتراوح بين 60 إلى 70% في الأسواق الأوروبية، مؤكداً أن تزايد الطلب على الإمارة التي تتمتع بمقومات سياحية فريدة من مختلف الأسواق وخاصة من السوق الروسي والألماني والإنجليزي، فضلاً عن السوق المحلي الذي يشكل النسبة الأكبر من نزلاء الفنادق لاسيما في أيام العطلات وموسم الصيف، يسهم في تعويض جزء كبير من التأثير المصاحب لزيادة المعروض من الغرف الفندقية على أسعار الغرف. وأشار أنطاكي إلى أداء القطاع الفندقي خلال الأشهر الأولى من العام الجاري فاق التوقعات، لافتاً إلى أن معدلات الإشغال في المنتجع زادت عن 90% خلال شهري مارس وأبريل الماضيين، وبلغت نحو 100% خلال عطلة عيد الفطر، متوقعاً أن تبلغ نسبة الإشغال خلال شهر يوليو الجاري نحو 70% لترتفع إلى ما يتراوح بين 80 إلى 90% خلال شهر أغسطس تزامناً مع عطلة عيد الفطر، مشيراً إلى تراجع أسعار الإقامة في الفنادق والعروض التي يتم تقديمها للسوق المحلي أسهمت في زيادة حصة النزلاء من داخل الدولة لتتراوح بين 35 إلى 50% وفقاً للتوقيتات المختلفة.